نسبه-طلبه-للعلم-انجازاته-وفاته
نسبه-طلبه-للعلم-انجازاته-وفاته

سعيد بن المسيب ( نسبه – طلبه للعلم -انجازاته – وفاته)

سعيد بن المسيب هو: سعيد بن المسيَّبِ بن حَزْن بن أبي وهب بن عمرو بن عائذ بن عمران بن مخزوم القرشي.

وأمه هي هي أم سعيد بنت حكيم بن أمية بن حارثة بن الأوقص السلمي، وروى البخاري عن سعيد بن المسيَّبِ، عن أبيه: أن أباه (جد سعيد) جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: ((ما اسمك؟)) قال: حَزْن (الغليظ الأخلاق) ، قال: ((أنت سهلٌ))، قال: لا أُغيِّر اسمًا سمانيه أبي، قال سعيد بن المسيَّبِ: “فما زالت الحزونة (الغلظة في الأخلاق) فينا بعد”

وقد كان المسيَّب وأبوه حَزْن من أهل مكة الذين أسلموا عام الفتح.

مولد سعيد بن المسيب وكنيته

قال سعيد بن المسيَّبِ: ولدت لسنتين مضتا من خلافة عمر بن الخطاب، وكانت خلافته عشر سنين وأربعة أشهر.

كنية سعيد بن المسيَّبِ: أبو محمد.

أولاد سعيد بن المسيَّبِ

محمد وسعيد وإلياس وأم عثمان وأم عمرو وفاختة، وأمهم أم حبيب بنت أبي كريم، ومريم، وأمها أم ولد (جارية تباع وتشترى)

طلب سعيد بن المسيب للعلم

نشأ سعيد في المدينة المنورة، واجتهد في طلب العلم من علمائها، فسمع من زيد بن ثابت وسعد بن أبي وقاص وعبد الله بن عباس وابن عمر، وسمع من زوجات النبي محمد عائشة بنت أبي بكر وأم سلمة.

كما سمع من عثمان بن عفان وعلي بن أبي طالب وصهيب الرومي ومحمد بن مسلمة وغيرهم كثير، وكان يسير الأيام والليالي في طلب الحديث الواحد، ولزم أبو هريرة وسمع منه، بالأضافة إلي ذلك تزوج من ابنته.

فأصبح سعيد أعلم الناس بحديث أبي هريرة، وكانت معظم رواية سعيد للحديث عن أبي هريرة، كما لزم عمر بن الخطاب في صباه، حتى سُمّي «راوية عُمر» لأنه كان أحفظ الناس لأحكامه وأقضيته، فكان عبد الله بن عمر يُرسل إلى ابن المسيب يسأله عن بعض شأن عمر وأمره.

فعلا قدر سعيد بين أهل العلم، وأصبح وجهة لطُلاّب العلم يستقون من علمه، فذكره مكحول قائلاً: «طفت الأرض كلها في طلب العلم، فما لقيت أعلم من ابن المسيب»، ووصفه بعالم العلماء.

ورغم علمه بالحديث النبوي، إلا أن سعيد بن المسيب كان يعزف عن تفسير القرآن، كما كان يحب أن يسمع الشعر، وكان لا ينشده.

وقال محمد بن شهاب الزهري: أخذ سعيد بن المسيَّبِ علمه عن زيد بن ثابت، وجالس سعد بن أبي وقاص وابن عباس وابن عمر، ودخل على أزواج النبي صلى الله عليه وسلم؛ عائشة وأم سلمة.

وكان قد سمع من عثمان بن عفان وعلي وصهيب ومحمد بن مسلمة، ومعظم روايته المسنَدة عن أبي هريرة، وكان زوج ابنته رضى الله عنهم أجمعين، وسمع من أصحاب عمر وعثمان، وكان يقال: ليس أحد أعلم بكل ما قضى به عمر وعثمان منه.

قال سعيد بن المسيَّبِ: كنت لأسير الليالي والأيام في طلب الحديث الواحد.

منزلة حديث النبي صلى الله عليه وسلم عند سعيد بن المسيب رحمه الله

قال طلحة بن محمد بن سعيد بن المسيَّبِ: دخل المطلب بن حنطب على سعيد بن المسيَّبِ في مرضه وهو مضطجع، فسأله عن حديث، فقال: “أقعدوني”، فأقعدوه

قال: “إني أكره أن أحدث حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا مضطجع”

وقد وجد اسمه أي سنده في الأحاديث الصحيحة منها  أخبرنا أبو المعالي أحمد بن إسحاق القرافي، أنبأنا الفتح بن عبد الله الكاتب، أنبأنا محمد بن عمر الشافعي، ومحمد بن أحمد الطرائفي، ومحمد بن علي بن الداية

قالوا : أنبأنا أبو جعفر محمد بن أحمد بن المسلمة، أنبأنا عبيد الله بن عبد الرحمن الزهري سنة ثمانين وثلاث مائة، أنبأنا جعفر بن محمد الفريابي، حدثنا إبراهيم بن الحجاج السامي، حدثنا حماد بن سلمة، عن داود بن أبي هند، عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة -رضي الله عنه- ، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: ثلاث من كن فيه فهو منافق وإن صام وصلى، وزعم أنه مسلم، من إذا حدث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا ائتمن خان.

علمه رحمه الله

قال مالك بن أنس: كان عمر بن عبدالعزيز لا يقضي بقضاء حتى يسأل سعيد بن المسيَّبِ، فأرسل إليه إنسانًا فدعاه، فجاء حتى دخل، فقال عمر: أخطأ الرسول! إنما أرسلناه يسألك في مجلسك.

ولعلمه الكثير كان رضى اله عنه يفتي وأصحاب رسول الله احياء ولا عجب في ذلك لقوة عقله ونعم الله عليه فقد كان مفقه في الدين يعلم الناس امور دينهم ويعطيهم دروس الفقه في المسجد وكان يحضر له الطلبة لأخذ العلم والحديث منه.

من أقوال سعيد بن المسيَّبِ

قال سعيد بن المسيَّبِ: “مَن حافظ على الصلوات الخمس في جماعة، فقد ملأ البر والبحر عبادةً”

روى أبو نعيم عن عبدالرحمن بن حرملة، عن سعيد بن المسيَّبِ: أنه اشتكى عينيه

فقيل له: يا أبا محمد، لو خرجت إلى العقيق فنظرت إلى الخضرة، فوجدت ريح البرية، لنفع ذلك بصرك، فقال سعيد: “فكيف أصنع بشهود العتمة والصبح؟

قال سعيد بن المسيَّبِ: “ما أكرمتِ العبادُ أنفسَها بمثل طاعة الله عز وجل، ولا أهانت أنفسَها بمثل معصية الله، وكفى بالمؤمن نصرةً من الله أن يرى عدوَّه يعمل بمعصية الله”

ثباته على الحق

قال عبد الله بن جعفر: استعمل عبد الله بن الزبير جابر بن الأسود بن عوف الزهري على المدينة، فدعا الناس إلى البيعة لابن الزبير، فقال سعيد بن المسيَّبِ: لا، حتى يجتمع الناس، فضربه ستين سوطًا، فبلغ ذلك ابن الزبير، فكتب إلى جابر يلومه ويقول: ما لنا ولسعيد، دَعْه.

سعيد بن المسيب والحجَّاج بن يوسف

قال علي بن زيد: قيل لسعيد بن المسيَّبِ: ما شأن الحجاج لا يبعث إليك ولا يحركك ولا يؤذيك؟

قال: والله لا أدري، إلا أنه دخل ذات يوم مع أبيه المسجد، فصلى صلاةً فجعل لا يتم ركوعها ولا سجودها

فأخذت كفًّا من حصى، فحصبته بها، زعم أن الحجاج قال: ما زلتُ بعد ذلك أُحسِن الصلاة.

قد يهمك ايضا: سليمان بن يسار (علمه – انجازاته – مواقف من حياته)

قصة زواج بنت سعيد بن المسيب 

قال : كثير بن عبدالمطلب بن أبي وداعة: “كنت أجالس سعيد بن المسيَّبِ، ففقدني أيامًا، فلما جئته قال: أين كنت؟

فقال : توفيت أهلي فاشتغلت بها، فقال: ألا أخبرتنا فشهدناها؟

قال : ثم أردت أن أقوم، فقال: هل استحدثت امرأةً؟

فقلت: يرحمك الله، ومن يزوجني وما أملك إلا درهمين أو ثلاثةً؟ فقال: أنا، فقلت: أوتفعل؟ قال: نعم.

ثم حمد الله تعالى وصلى على النبي صلى الله عليه وسلم، وزوجني على درهمين، أو قال: ثلاثة، قال: فقمت ولا أدري ما أصنع من الفرح، فصِرت إلى منزلي، وجعلت أتفكر ممن آخذ، وممن أستدين، فصليت المغرب وانصرفت إلى منزلي.

واسترحت وكنت وحدي صائمًا، فقدمت عَشائي أفطر، كان خبزًا وزيتًا، فإذا بآتٍ يقرع، فقلت: من هذا؟

قال: سعيد، قال: فتفكرت في كل إنسان اسمه سعيد إلا سعيد بن المسيَّبِ، فإنه لم يرَ أربعين سنةً إلا بين بيته والمسجد، فقمت فخرجت، فإذا سعيد بن المسيَّبِ، فظننت أنه قد بدا له،

فقلت: يا أبا محمد، ألا أرسلت إليَّ فآتيك؟! قال: لأنت أحق أن تؤتى، قال: قلت: فما تأمر؟

قال: إنك كنت رجلًا عزبًا فتزوجت، فكرهت أن تبيت الليلة وحدك، وهذه امرأتك، فإذا هي قائمة من خلفه في طوله.

ونكمل القصة

ثم أخذها بيدها فدفعها بالباب ورد الباب، فسقطت المرأة من الحياء، فاستوثقت من الباب، ثم قدمتها إلى القصعة التي فيها الزيت والخبز، فوضعتها في ظل السراج؛ لكيلا تراه، ثم صعدت إلى السطح فرميت الجيران، فجاؤوني فقالوا: ما شأنك؟ قلت: ويحكم زوجني سعيد بن المسيَّبِ ابنته اليوم، وقد جاء بها على غفلة، فقالوا: سعيد بن المسيَّبِ زوَّجك؟ قلت: نعم، وها هي في الدار، قال: فنزلوا هم إليها، وبلغ أمي فجاءت وقالت: وجهي من وجهك حرام إن مسستها قبل أن أصلحها إلى ثلاثة أيام، قال: فأقمت ثلاثة أيام، ثم دخلت بها، فإذا هي من أجمل الناس، وإذا هي من أحفظ الناس لكتاب الله، وأعلمهم بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأعرفهم بحق الزوج.

قال: فمكثت شهرًا لا يأتيني سعيد ولا آتيه، فلما كان قرب الشهر أتيت سعيدًا وهو في حلقته، فسلمت عليه، فرد عليَّ السلام، ولم يكلمني حتى تقوض أهل المجلس، فلما لم يبقَ غيري، قال: ما حال ذلك الإنسان؟ قلت: خيرًا يا أبا محمد، على ما يحب الصديق ويكره العدو، قال: إن رابك شيء فالعصا، فانصرفت إلى منزلي، فوجَّه إليَّ بعشرين ألف درهم”، قال عبدالله بن سليمان (أحد رواة هذه القصة): وكانت بنت سعيد بن المسيَّبِ خطبها عبدالملك بن مروان لابنه الوليد بن عبدالملك حين ولاه العهد، فأبى سعيد أن يزوجه، فلم يزل عبدالملك يحتال على سعيد حتى ضربه مائة سوط في يوم بارد، وصب عليه جرة ماء، وألبسه جبة صوف.

ماذا ترك لنا وما هي انجازاته ؟

ترك لنا سعيد بن المثيب الكثير فقد روى الحديث عن الكثير من الصحابه، فقد كان سعيد بن المسيب أعلم الناس بحديث أبي هريرة، وقد اعتبر الحاكم النيسابوري أصح أسانيد أبي هريرة الزهري عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة، وقال عنه أحمد بن حنبل: «مرسلات سعيد بن المسيب صحاح»

وقال: «من مثل سعيد بن المسيب ثقة من أهل الخير»، وحين سُئل: «سعيد عن عمر حُجّة»، قال: «هو عندنا حجة، قد رأى عمر، وسمع منه، وإذا لم يُقبل سعيد عن عمر فمن يُقبل؟»

كما كان يحيى بن معين يقول: «مرسلات سعيد بن المسيب أحب إلي من مرسلات الحسن، ومرسلات إِبراهيم صحيحة، إلا حديث تاجر البحرين، وحديث الضحك في الصلاة»، فرضي الله عنه وعنهم اجمعين.

قد يهمك ايضا: متى وُلد البخاري

وفاة سعيد بن المسيَّبِ

روى عبد الرزاق، عن الثوري، عن عبدالرحمن بن حرملة قال: كنت مع ابن المسيَّبِ في جنازة، فسمع رجلًا يقول: استغفروا الله، فقال: “ما يقول راجزهم هذا؟ قد حرَّجتُ على أهلي أن يرجز معي راجزهم هذا، وأن يقول: مات سعيد بن المسيَّبِ، فاشهدوه، حسبي مَن يقلِبني إلى ربي، وأن يمشوا معي بمجمرة، فإن يكن لي عند ربي خير، فما عند الله أطيب من طيبكم”

روى أبو نعيم عن يحيى بن سعيد، عن سعيد بن المسيَّبِ: أنه مات وترك ألفين أو ثلاثة آلاف دينار، وقال: “ما تركتُها إلا لأصون بها دِيني وحسبي”

ومات سعيد بن المسيَّبِ بالمدينة سنة أربع وتسعين في خلافة الوليد بن عبدالملك وهو ابن خمس وسبعين سنةً، وكان يقال لهذه السنة التي مات فيها سعيد: سنة الفقهاء؛ لكثرة من مات منهم فيها.

رحم الله سعيد بن المسيَّبِ رحمة واسعه، وجزاه عنا وعن الإسلام والمسلمين خير الجزاء، وجمعنا الله به في الفردوس الأعلى من الجنة، مع النبيِّين والصِّدِّيقين والشهداء والصالحين، وحسن أولئك رفيقًا.

وآخر دعوانا أنِ الحمدُ لله رب العالمين.

قد يهمك ايضا: عطاء ابن ابي رباح أحد اعظم علماء الاسلام

المصادر:

1- مصدر 1

مصدر 2

3 – مصدر 3

1 – كتاب : تاريخ دمشق لابن عساكر جـ 58 صـ 184

2 – كتاب : الطبقات الكبرى لابن سعد جـ 5 صـ 90

كتاب: حلية الأولياء لأبي نعيم الأصبهاني جـ 2 صـ 169

اترك تعليقاً